کد مطلب:239541
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:140
بعض ما یدل علی عدم رضا الامام
و النصوص الدالة علی عدم رضا الامام (ع) بهذا الأمر كثیرة، و متواترة؛ فقد قال أبوالفرج : « .. فأرسلهما ( یعنی الفضل و الحسن ابنی سهل ) الی علی بن موسی ؛ فعرضا ذلك ( یعنی ولایة العهد ) علیه، فأبی ؛ فلم یزالا به، و هو یأبی ذلك، و یمتنع منه .. الی أن قال له أحدهما : ان فعلت ذلك، و الا فعلنا بك و صنعنا، و تهدده، ثم قال له أحدهما : « و الله، أمرنی بضرب عنقك، اذا خالفت ما یرید » !! . ثم دعا به المأمون، و تهدده ؛ فامتنع، فقال له قولا شبیها بالتهدید ، ثم قال له : «ان عمر جعل الشوری فی ستة، أحدهم: جدك، و قال : من خالف فاضربوا عنقه، و لابد من قبول ذلك .. » [1] .
و یروی آخرون : أن المأمون قال له : « .. یا ابن رسول الله، انما ترید بذلك ( یعنی بما أخبره به عن آبائه من موته قبله مسموما ) التخفیف عن نفسك، و دفع هذا الأمر عنك ؛ لیقول الناس : انك زاهد فی الدنیا ..
فقال الرضا : والله، ما كذبت منذ خلقنی ربی عزوجل، و ما زهدت فی الدنیا للدنیا ؛ و أنی لأعلم ما ترید ؟!! ..
فقال المأمون : و ما أرید ؟!
قال : الأمان علی الصدق ؟
قال : لك الأمان .
قال : ترید بذلك أن یقول الناس : ان علی بن موسی لم یزهد فی
[ صفحه 282]
الدنیا، بل زهدت الدنیا فیه؛ ألا ترون: كیف قبل ولایة العهد طمعا فی الخلافة ؟!
فغضب المأمون، و قال له : « انك تتلقانی أبدا بما أكرمه . و قد آمنت سطوتی ، فبالله أقسم : لئن قبلت ولایة العهد، و الا أجبرتك علی ذلك؛ فان فعلت، و الا ضربت عنقك .. » [2] .
و قال الامام الرضا (ع) فی جواب سئوال الریان له، عن سر قبوله لولایة العهد:
« .. قد علم الله كراهتی لذلك ؛ فلما خیرت بین قبول ذلك و بین القتل، اخترت القبول علی القتل. ویحهم .. الی أن قال : و دفعتنی الضرورة الی قبول ذلك، علی اجبار و اكراه، بعد الاشراف علی الهلاك الخ .. » [3] .
و قال فی دعاء له: « .. و قد اكرهت و اضطررت، كما أشرفت من عبدالله المأمون علی القتل، متی لم أقبل ولایة العهد .. » .
و قال فی جواب أبی الصلت : « و أنا رجل من ولد رسول الله (ص)
[ صفحه 283]
أجبرنی علی هذا الأمر و اكرهنی علیه .. » .
بل لقد أعرب عن عدم رضاه فی نفس ما كتبه علی ظهر وثیقة العهد، و أنه یعلم بعدم تمامیة هذا الأمر، و انما یفعل ذلك امتثالا لأمر المأمون ، و ایثارا لرضاه ...
[1] مقاتل الطالبيين ص 563 ،562، و قريب منه ما في ارشاد المفيد ص 310 و غير ذلك.
[2] راجع في ذلك : مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 363، و أمالي الصدوق ص 43، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 140، و علل الشرايع ج 1 ص 238، و مثير الأحزان ص 262 ،261، و روضة الواعظين ج 1 ص 267، و البحار ج 49 ص 129، و غير ذلك .
و في تاريخ الشيعة ص 52 : أنه بعد أن عرض عليه الخلافة، و أجابه بالجواب المتقدم في الفصل السابق، قال له : « .. اذن، تقبل ولاية العهد . فأبي عليه الامام أشد الاباء ؛ فقال له المأمون : « .. ما استقدمناك باختيارك، فلا نعهد اليك باختيارك . والله، ان لم تفعل ضربت عنقك .. ».
[3] علل الشرايع ج 1 ص 239، و روضة الواعظين ج 1 ص 268، و أمالي الصدوق ص 72 ، و البحار ج 49 ص 130، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 139.